-A +A
علي مكي
ماذا يحدث في جازان؟ هذا هو السؤال الذي يشغلني، وأنا لا أقصد ماذا يحدث في الحد الجنوبيّ فهناك ملحمة حرب يذود فيها جنودنا عن الوطن بأكمله، يسهرون كي ننام، ويخاطرون كي نأمن، ويموتون من أجل أن نحيا.
إنني أقصد كل هذه الحوادث الغريبة التي تحدث في جازان إحدى أكبر مناطق المملكة (4 آلاف مدينة وقرية)، فبدءاً من حريق دمر مستشفى المدينة الرئيسي العام أو المجمع الطبي الجديد وقضى على عشرات الأنفس احتراقا واختناقا وموتا أسود كالشيطان، ومرورا بالجريمة الكبرى في تعليم الداير عندما أهلك معلم يحمل رشاشا ستة أو سبعة من الموظفين التعليميين رميا بالرصاص دون رحمة، دون هوادة ودون أن تكشف الجهات المعنية حتى الآن لماذا حدث ذلك وفي صرح تعليمي؟ ما هي الأسباب؟ ما هو الأمر؟ ما هي الضمانات لئلا يتكرر هذا مستقبلاً؟ ومثلما انتهت تحقيقات الحريق الضخم العجيب في المجمع الطبي على لا شيء وفقاً للأسباب الحقيقية التي تم تجاوزها، فإن كل جازان تحترق من الداخل، هناك نار تأكلها من العمق وإذا ما استمرت هذه النار في مواصلة الزحف بكل هذا الاندفاع والاتقاد في ظل (نومنا) فإن النار ستحرق الجميع كأنما يقول من يشعلها: أنا ومن بعدي الطوفان!

منذ أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقات عن (جبل عكوة) بعد إصرار أحد المستثمرين مواصلة العمل في الجبل حيث لا يزال ترخيصه سارياً، ولا تزال أعمال شريكه تتواصل في الجبل على الرغم من اعتراضات المواطنين، أو النظر لتحذيرات تقرير رسميّ صادر عن الدفاع المدني يحذر من مواصلة العمل في الجبل ذي البركان الخامد والصدع الزلزالي، ــ (نفس ما حدث في مستشفى جازان العام عندما حذر الدفاع المدني في محضر رسمي من كارثة ستحدث إذا استمر المستشفى بتلك الحالة في إجراءات السلامة) ــ
يبدو أن شيوخ القبائل في المنطقة الذين (أجّروا) جبل عكوة وهو جبل الله لا جبل أحد من البشر، فهؤلاء لو كانت السماء في متناول أيديهم لباعوها أو لوهبوها مجانا للوجهاء كما فعلوا ويفعلون في كل مرة على امتداد المنطقة ولم نسمع أن واحدا منهم منح شبابها مخططا للاستثمار أو للإسكان!
إن ماحدث منذ وقت قريب في جازان وما يحدث فيها اليوم هو أمر يشير، بوضوح، إلى وقوع كارثة كبرى أكبر مما حدث سابقا لهذا أضع أمر منطقتي بين يدي المسؤولين ليوقفوا بعزمهم وحزمهم وعدلهم كل هذا الجشع الفظّ !